هل يمكن أن تصبح سوريا سنغافورة العرب؟ تجربة ملهمة ورؤية واقعية
بين الحلم والواقع: هل نستطيع فعلاً أن نُحدث الفرق؟
كثير من الناس سمعوا عن التجربة السنغافورية التي حولت جزيرة صغيرة بلا موارد طبيعية إلى واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم. ومع ذلك، قليلون فقط يفكرون بجدية:
هل يمكن أن نعيد هذه التجربة في منطقتنا؟ في سوريا؟
أنا شخصيًا تأثرت بكلام الأستاذ سعد الشيباني عندما قال: "نحن لا نريد تجريب المجرب، نريد أن نصنع سوريا جديدة... سوريا تشبه سنغافورة".
تجربتي مع سنغافورة وماليزيا: ليست خيالاً بل واقع ملموس
أنا أعيش هذا الواقع، فقد كنت أعمل في ماليزيا ولدي مكتب حوالات
في سنغافورة منذ أكثر من 20 سنة. شاهدت بعيني كيف تحولت هذه الدول
من دول فقيرة إلى نماذج عالمية.
- سنغافورة نالت استقلالها في 1965
- سوريا نالت استقلالها في 1946
يعني سبقناهم بعشرين سنة!
ولكن اليوم دخل الفرد في سنغافورة يقارب 90,000 دولار سنويًا، بينما في سوريا ما زال المواطن يكافح من أجل لقمة العيش.
ما الذي جعل سنغافورة تتقدم؟
الفرق ليس في "ذكاء المواطن" كما يظن البعض،
بل في توفر الإدارة الناجحة والفرص العادلة.
قرأت دستور سنغافورة بنفسي، ووجدت فيه مبادئ عظيمة، منها:
- مبدأ المواطنة:
- كل الناس سواسية، بغض النظر عن الدين أو العرق.
- الفصل بين السلطات:
- لا أحد فوق القانون.
- تمكين المجتمع المدني:
- المواطن له صوت ورأي.
هل نحتاج لنموذج جديد أم نحتاج للعودة للمبادئ؟
كفانا تجارب، جربنا كثيرًا، و"التجارب" ضيّعت على شعبنا جيلين من الزمن. نحن لا نحتاج أن نخترع العجلة من جديد، بل نحتاج أن نؤمن:
- بمبدأ المواطنة فوق الطائفية
- بفصل السلطات لمنع الاستبداد
- بأن الديمقراطية تصحح نفسها
- أن المجتمع المدني هو خط الدفاع الأول
خصوصيتنا ليست عذرًا
نعم لدينا خصوصية سورية، ولدينا إرث إسلامي وإنساني عريق،
لكن هذا لا يمنع أن نبني نظامًا ناجحًا عادلًا حديثًا.
رواندا كانت غارقة في الحروب، والآن دخل الفرد فيها زاد 10 أضعاف.
إذًا، الأمر ممكن، لكن بشرط أن لا نضيع 50 سنة أخرى في تجارب فاشلة.
نداء من القلب: سوريا الجديدة تبدأ من الآن
أنا عمري 66 سنة، وأتحدث من أعماق قلبي، لأني لا أريد أن أموت قبل أن أرى سوريا التي نحلم بها. سوريا التي تقوم على:
- دولة قانون
- إدارة حديثة
- ديمقراطية حقيقية
- مواطنة عادلة
- مجتمع مدني فعال
خاتمة:
سوريا قادرة على أن تكون سنغافورة العرب
نعم، نستطيع. ليس لأننا نحلم، بل لأننا نعرف أن هناك طريقًا مجرّبًا يمكن أن نسير عليه، وأن الشعب السوري يملك الإرادة والمعرفة والتجربة. كل ما نحتاجه هو إدارة صادقة ونظام يؤمن بالناس.
شكرآ لتعليقكم ومتابعتنا من هنا
الكلمات المفتاحية:
سوريا المستقبل، سنغافورة العرب، التجربة السنغافورية، بناء الدولة، إصلاح سوريا، المواطنة، الديمقراطية في سوريا، دستور سنغافورة، فصل السلطات، المجتمع المدني، إعادة الإعمار، التجربة الماليزية، سعد الشيباني، عالم رضا الإبداعي.