حلب ليست أكلة... ولا لهجة!
مدينة تختصرها القلوب، لا النكات
في كل مرة أسمع أحدهم يقول: أهل حلب كُبّة ومحاشي، أضحك... لكنها ضحكة فيها غصّة. وفي كل فيديو ساخر يقلّد لهجتهم ويقول: أنا كتير مستواك، والأخير روحك، أشعر أن مدينة كاملة تُختصر في نكتة. حضارة عمرها آلاف السنين تتحول ببساطة إلى مادة للسهرات!
لكن حلب ليست طبقا شهيا، ولا لهجة غليظة، بل مدينة كتبت التاريخ قبل أن تُكتب عنها النكات.
من قلعة سيف الدولة... إلى صوت الحضارة
من قلب قلعة سيف الدولة الحمداني، خرج صوت المجد، وفي أسواقها عبرت القوافل، ومن شوارعها غنى المتنبي، ومن مدارسها تخرّج العلماء... قبل أن تولد الجامعات الكبرى في العالم.
حلب مدينة سبقت العصر، ونبضت بالعلم، والشهامة، والفكر.
لهجة حلب ليست خشنة، بل أصيلة
اللهجة الحلبية ليست خشنة كما يعتقد البعض، بل هي لهجة التجار، والحرفيين، وأهل القيادة، لهجة من عاشوا الثقافة، لا من قرأوا عنها من بعيد.
المطبخ الحلبي؟ نعم... لكن!
نعم، المطبخ الحلبي من أعظم المطابخ في العالم، لكن اختصار حلب في أطباقها فقط ظلم كبير! هي أكبر من الشهوة، وأعظم من النكهة.
أوقفوا اختزال المدن بالشهوات
كفّوا عن اختزال المدن بالجوع، وعن اختزال الشعوب بالنكهات! حلب ليست مطبخاً نعجب به ثم نضحك منه، وليست لهجة نقلدها، بل ذاكرةٌ تُحترَف.
كلمة أخيرة...
إذا أردتم أن تضحكوا، فتأكدوا أنكم لا تضحكون على مدينة حملت حضارات بأكملها في لهجتها، وإنما تضحكون على سطحية رؤيتكم لها.
حلب ليست لهجة... ولا طبخة... بل مدينة تحفظ ذاكرة العرب... وتستحق الاحترام.
هل أعجبك المقال؟
إذا كنت ترى أن حلب تستحق أكثر من مجرد نكتة، فشارك هذا الموضوع مع أصدقائك، ودعهم يعرفون الوجه الحقيقي لهذه المدينة العريقة.
ولا تنسى أن تكتب لنا رأيك في التعليقات، نحب نسمع صوتك ونناقش أفكارك.
شكراً لزيارتك مدونة عالم رضا الإبداعي، وجودك معنا هو سر نجاحنا!