ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان وتركيا – الحقيقة الكاملة
هل سمعت عن الاتفاق المبدئي لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان؟
هل سألت نفسك، كما سألت أنا، لماذا يحدث هذا الأمر بعد أكثر من 100 عام على إعلان دولة لبنان الكبير على يد فرنسا؟
الاتفاق تم برعاية سعودية، حيث سافر وزيرا الدفاع السوري واللبناني إلى المملكة،
وجلسا سوياً تحت رعاية ولي العهد السعودي ووقعا اتفاقاً مبدئياً لترسيم الحدود.
لماذا الآن؟
الغريب أن هذه الحدود لم تكن واضحة منذ زمن، بل كانت تُعرف بالحدود الغامضة،
أو كما أحب أن أُسميها:
"الحدود السائلة".
فلماذا الآن يُعاد طرح هذا الملف؟ ولماذا يزعج حزب الله وإيران؟
ولماذا تهرب النظام السوري لسنوات من هذا الملف؟
تاريخ الحدود بين سوريا ولبنان
في عام 1920 أعلنت فرنسا ما يسمى بدولة لبنان الكبير،
ثم في 1923 وقّعت بريطانيا وفرنسا اتفاقًا لترسيم الحدود.
ثم أُعيد ترسيمها في 1934، لكن بقيت غامضة وغير دقيقة.
اندلعت الحرب العالمية الثانية، ولم يتم استكمال الملف.
لاحقًا نشأت الأمم المتحدة واعترفت بالدول كما هي،
وانضمت سوريا ولبنان للجامعة العربية عام 1945.
القومية العربية وتأثيرها
التيار القومي العربي ساهم في تجاهل ترسيم الحدود،
لأن القومية لا تعترف أصلاً بالفروقات بين الدول العربية.
ثم جاء نظام الأسد، وتدخل في لبنان بشكل مباشر خلال الحرب الأهلية، وبقي هناك حتى عام 2005.
بعد اغتيال رفيق الحريري،
صدر قرار من مجلس الأمن (رقم 1680) يطالب سوريا بترسيم الحدود، ثم جاء القرار 1701 بعد حرب 2006، لكنه لم يُنفّذ.
ما مصلحة حزب الله والنظام السوري في رفض الترسيم؟
في عام 2000 انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، فبات من الصعب تبرير وجود سلاح حزب الله، لأنه لم تعد هناك أراضٍ لبنانية محتلة.
وهنا ظهرت منطقة مزارع شبعا.
هذه المنطقة متنازع عليها بين لبنان وسوريا،
رغم أنها محتلة من قبل إسرائيل منذ 1967.
فإذا قال النظام السوري إنها سورية، تسقط شرعية سلاح حزب الله.
أما إذا قالوا إنها لبنانية، فهذا يعزز شرعيته.
ولذلك ظل الوضع غامضاً، لتبرير بقاء السلاح باسم "المقاومة".
ما دور السعودية؟
يبدو أن السعودية تعمل حالياً على مشروع لإسقاط شرعية سلاح حزب الله
من خلال ترسيم الحدود بشكل نهائي، وتسليم مزارع شبعا لسوريا
باعتراف لبناني، مما يُنهي الحجة التي يتمسك بها الحزب.
وهكذا، إذا جاءت حكومة لبنانية جديدة غير صديقة للحزب،
وتم الاعتراف بأن مزارع شبعا سورية، يصبح سلاح الحزب غير شرعي دوليًا.
ماذا عن الحدود البحرية؟
الترسيم لا يقتصر على اليابسة، بل يشمل البحر.
سوريا ولبنان غنيتان بالثروات في البحر المتوسط.
وسيُفتح ملف الترسيم البحري مع تركيا أيضاً.
تركيا قد تكون المستفيد الأكبر، لأنها ستقوّي موقفها ضد اليونان وإسرائيل بخصوص ثروات الغاز والمياه الإقليمية.
خاتمة
قد يقول البعض أن الموضوع مجرد "ضبط حدود"، أو
"محاربة التهريب والمخدرات"، لكن الحقيقة أعمق بكثير.
ترسيم الحدود يفتح الطريق لإسقاط شرعية سلاح حزب الله،
ويُعيد رسم الخريطة السياسية في المنطقة.
بهذا المعنى، تصبح مزارع شبعا، والجولان، والبحر،
كلها قضايا سورية-إسرائيلية فقط، ويخرج لبنان وإيران من المشهد.
وبالطبع، هذا لا يرضي الجميع...
شكراً لك عزيزي القارئ!
شكراً لوقتك الثمين في قراءة هذا الموضوع من مدونة عالم رضا الإبداعي.
إذا أعجبك المقال أو أثار عندك أي تساؤل أو فكرة، لا تتردد بكتابة تعليقك بالأسفل.
أفكار مثل ترسيم الحدود وتغيير شكل المنطقة مش مجرد تحليلات،
بل خطوات قابلة للتطبيق، وممكن إحنا كعرب نكون جزء من الحل مش المشكلة!
نراك في مقالات قادمة بإذن الله – دمت مبدعاً!